-->

كشف حقيقة مقولة الجزر يزيد النظر

هل الجزر يقوي النظر فعلا

ما حقيقة أن الجزر يزيد النظر

 نسمع في كثير من الأحيان الجملة الشهيرة التي تشيع بيننا والتي لا نعرف بالفعل مدى صحتها من عدمه، وهي مقولة الجزر يقوي النظر، نسمع هذه المقولة في العام تلو العام، واليوم تلو اليوم ولكن لا نتيقن بالفعل عن مدى صحة هذه المقولة.

بل في كثير من الأحيان نقول هذه الجملة فقط لما نراه فيه من طرب ووزن وتناسب بين كل من كلمة الجزر، وكلمة النظر.

فهل بالفعل كل ما يربط بين الجزر والنظر هو الوزن، أم أن لجملة الجزر يقوى النظر أصل علمي حقيقي يدل على وجود فائدة في مادة الجزر تعمل على تقوية بصر الإنسان بالفعل.

هذا ما سنتطرق له الآن بإذن الله في السطور التالية، والتي سنخرج لكم من خلالها كم جيد من المعلومات التي تعطيكم الحقيقة الكاملة حول هذه المقولة إن شاء الله.

نشأة هذه المقولة

يحكى ان بداية ظهور مقولة الجزر يقوى النظر كان في فترة الحرب العالمية الثانية، حيث علم أنه في خلال هذه الفترة كان الاعتماد الكلي للطيارين الذين يقودون الطائرات الحربية على قوة النظر الذي يمتلكونه، ولم يكن هنالك ما يعرف بالرداد في ذاك الحين، ولم يكن بنفس المدى والتطور الذي يوجد في العصر الحالي. 

وفي ذاك الحين كان هناك أحد الطيارين الذي يدعى جون، والذي كان من الطيارين البريطانيين وكان صاحب تأثير كبير وقوي على الألمان، حيث أنه قد قام بعمل تصريح على مدى براعته في التعامل في هذه الحرب وإسقاط الطيارات الألمانية، وأن السر في ذلك هو أنه كان يعتمد على قوة بصره والتي كان سرها يتمثل في الجزر. 

ولكن لم تكن هذه هي الحقيقة، بل كان كل ما في الأمر هو أن البريطانيين قد اكتشفوا رادار متقدم يمكنهم من ترصد الطيارات الألمانية واسقاطها، ولكن لحجب هذه الحقيقة عنهم فقد ادعوا بأن كل ما في الأمر هو قوة بصر الطيارين والذي كمن سره في أن الجزر يقوي النظر. 

ولكن بعد ما عرفنا أصل المقولة، هل بالفعل لا يوجد أي علاقة بين النظر والجزر، وأن هذه هي كل القصة أم لا؟، نجيب عليكم في العنصر التالي. 

هل هنالك علاقة بين الجزر والنظر 

بالفعل وعلى الرغم مما عرفناه عن أصل مقولة الجزر يقوي النظر، فإن هنالك علاقة بينهم حتى وإن لم تكن هذه العلاقة هي سبب نشأة هذه المقولة. 

وتتمثل العلاقة بينهما في أن الجزر يحتوي على أحد المواد التي تفيد النظر وتلعب دور متعلق به وتعرف باسم مادة بيتا كاروتين. 

عندما تدخل هذه المادة إلى جسم الإنسان تبدأ في التحول إلى فيتامين أ بفعل هرمونات الجسم المختلفة، ويلعب هذا الفيتامين أو يرتبط بما يعرف بالعمى الليلي، أو فقدان القدرة على الرؤية في الليل، وتنتج تلك المشكلة في حالات نقص فيتامين أ، بل وما نراه في الاحصائيات السنوية يبلغنا أن هنالك عدد يقارب من 250 إلى 500 ألف طفل يحدث لديهم فقدان في البصر كليا نتيجة لنقص هذا الفيتامين. 

وهذا يبين لنا الدور الكبير الذي يقوم به فيتامين أ من الحماية من العمى الليلي، إلا أن فيتامين ليس له دور في معالجة ضعف البصر في حال حدوثه، بل كما أشرنا فكل دوره هو الوقاية من حدوث العمى الليلي، لكنه لا يلعب دور في أي من تقوية النظر أو حل مشاكل ضعف البصر، وهو ما يدل على أن مقولة الجزر يقوى النظر ليست صحيحة في المعنى، ولكن قد تكون صحيحة في وجود علاقة بين الطرفين. 

ولا يوجد حل لمشاكل ضعف النظر إلا من خلال لبس العدسات أو النضارة أو عمل عملية ليزك، وليس للجزر دور في هذا الأمر وحله. 

وبجانب النظر الذي يحتوي على مادة بيتا كاروتين التي تتحول لفيتامين أ فإن هذه المادة توجد أيضا في كل من الحليب والفلفل الأحمر وغيرهم من المصادر المختلفة الأخرى. 

وتتعدد الفوائد التي تنتج من هذه المادة بجوار دورها في النظر والوقاية من العمى الليل، فهي تلعب دور هام كذلك في العمل على تقليل نسب الإصابة بأمراض القلب والشرايين، وتساهم بشكل ما في علاج ارتفاع الضغط، والزهايمر، ولكن كما علمنا جميعا فهي لا علاقة له بمقولة الجزر يقوي النظر بعد ما أوضحنا لكم من تفاصيل.