إيجابيات وسلبيات مهنة الطب
إيجابيات وسلبيات مهنة الطب
يساعد فهم كلا من إيجابيات وسلبيات الطب أحد الأمور الهامة لطلاب السنوات الأولى من كليات الطب، وكذلك لطلاب الثانوية العامة الذين يتجهزون للدخول لهذا المجال.
حيث يساعد هذا على معرفة مدى مناسبة هذا المجال للطالب في السنوات الأولى، وتقريره مدى مناسبة أن يكمل مسيرته في هذا المجال أم لا، كما يساعد طالب الثانوية العامة على نفس الشيء، فيقرر هل ستتناسب قدراته وتطلعاته مع هذا المجال، أم من الأفضل أن يبحث عن مجال آخر يكون أكثر قابلية ومناسبة له.
كما سيعمل فهم إيجابيات وسلبيات الطب على معرفة خطوات الطريق، وعلى الاستعداد للمسير فيه على بصيرة ونور، ومعرفة ما هي النتائج المرجوة، وما هي العقبات المحتملة.
بالطبع لا يمكن أن نحصر كل الإيجابيات والسلبيات في مقال واحد، بل من المؤكد أن لكل فرد وشخص من الآمال والقدرات ما يخلق نقاط أخرى كثيرة تعد من الإيجابيات لدى هذا الطالب وحده، كما ستكون هناك بعض نقاط الضعف في بعض الشخصيات تجعل من أمور خاصة سلبيات لدى هذا الطالب وحده، لذا من المهم أن تنظر للمذكور في هذا المقال بعين الناقد، وأنت تنظر إلى قدراتك ورغباتك الخاصة!، فهي أولى ما يقرر كل أشكال الإيجابيات والسلبيات.
إيجابيات مهنة الطب
في الحقيقة تتميز مهنة الطب بعدد كبير جدا من الإيجابيات التي تتنوع بين إيجابيات نفسية، وأخرى اجتماعية، وأيضا بعض الإيجابيات المادية.
المساهمة في إنقاذ أرواح البشر
من أولى ما لهذه المهنة من إيجابيات هو مساهمتها في إنقاذ أرواح البشر وحمايتهم من كثير من المهالك، حيث تساعد مهنة الطب على مساعدة الناس في حالات مختلفة وخطرة، وهو أمر يعطي للطب وأهله مكانة واحترام كبير في المجتمع.
التقدير والمكانة الاجتماعية
ومن النقطة السابقة نرى أن احترام المجتمع والمكانة التي يحصل عليها الطبيب في المجتمع تعد أيضا من أكبر إيجابيات الطب، حيث يتمتع الطبيب بالتقدير والاحترام نظير ما يقدمه من خدمات جليلة تعود بالنفع على المجتمع من حوله، فهي خدمات تساهم في بناء مجتمع قوي وأكثر صلابة وصحة. حتى وإن كانت هناك بعض الاعتداءات على الأطباء، فهذا لا ينفي أن الأصل هو ما يلاقيه الأطباء من مكانة واحترام في المجتمع.
فرص العمل الواسعة والتحدي المستمر
من أكبر مميزات مهنة الطب هو ما تتيحه من فرص عمل واسعة ومتنوعة، وهو ما يتيح للطبيب فرص كبيرة تناسب مختلف الشخصيات، وهذا ناتج من التنوع الكبير في التخصصات الطبية، وكذلك التنوع الكبير في صور العمل من عيادة أو مستشفى خاصة، ومن لا يريد أن يعمل في مهنة الطب فيمكن أن يسلك مجال التدريس فيه، ومن يريد أن يسافر ويعمل في الخارج فهي مهنة توفر فرص كبيرة للسفر لمختلف بلدان العالم.
وهذا التنوع في التخصصات، وفي فرص العمل، يكون دائما مصحوبا بالكثير من التحديات المستمرة، وهو أمر مفضل لدي الكثير، حيث تجنبه هذه التحديات صور العمل الروتينية والمملة، وتساعده على اكتساب وتعلم المزيد من المهارات الطبية والاجتماعية.
الراتب المجزي
نعم من المؤكد أن الأرزاق كلها بيد الله، ولكن عند النظر للحسابات المادية، وعند النظر للأخذ بالأسباب، فمهنة الطب من افضل المهن من حيث العائد المادي الثابت، لا نقول أنها الأفضل، ولا نقول أن من خلالها يمكن أن تنافس مهن أخرى تجر عوائد مادية رهيبة على أصحابها، إلا أنها تتيح من العائد ما يمكن صاحبه من العيش في حياة كريمة ومرضية إلى حد كبير إن شاء الله.
التأثير الإيجابي على الناس
في العصر الحالي تبدلت بعض المفاهيم في العقول، حيث امتلأت العقول بكثير من المغالطات والأفهام الخاطئة حول العلماء ورجال الدين، وصارت المعايير مادية بقدر كبير لدى البشر.
ولذا فمن الممكن على الطبيب المسلم أن يستغل منصبه وموضعه في التأثير على الناس وتوجيههم في جانب الدنيا والدين، بل إن بعض الناس قد يعطون اهتمام أكبر لكلمة الطبيب في الدين عن كلمة العالم، وهذا الامر وإن كان خاطئا، إلا أنه يتيح لك كطبيب مسلم أن تستغل مكانتك الاجتماعية والتقدير الذي تحصل عليه من الناس في دعوة الناس إلى دين الله عز وجل، وإلى الأخلاق الحميدة في مختلف نواحي الحياة (وإن كان هذا بقدر محدد لا تتجاوزه).
إعانة المحتاجين والرضا النفسي
من أهم ما في مهنة الطب من إيجابيات هي تمكين الطبيب من تقديم يد العون لكل أطياف المجتمع، فأمر الصحة لا يملكه البشر، والحالات الخطرة والأمراض المختلفة لا تفرق بين غني وفقير، ولذا فالطبيب دائما يحتاج الناس إليه، ويمكن للطبيب من منصبه أن يعين الكثير من البشر، وهو أمر يعود عليه بنفع ديني ودنيوي، ومن المنافع الدنيوية هو الشعر بالرضا والساعدة من تمكنه من إعانة محتاج والتخفيف عنه ورؤية الآثار الإيجابية تعود عليهم.
سلبيات مهنة الطب
على الجانب الآخر، فمهنة الطب تعد واحدة من أكثر المهن التي بها بعض الصعوبات أو السلبيات (إن صح التعبير)، وهذه السلبيات وحتى الإيجابيات كما ذكرنا من قبل قد تتوقف على الشخص وطبيعة حياته وشخصيته، ولكن بشكل عام نذكر بعض النقاط التي يشاع ذكر أنها من سلبيات مهنة الطب.
العمل الكثير المرهق
تضطرك مهنة الطب إلى الدخول في ساعات عمل كثيرة جدا، بل قد تصل إلى أكثر من يوم أو يومين متواصلين، وبعض العمليات تستمر لعدد كبير جدا من الساعات، وكل هذا يعود على الطبيب بضغط رهيب من الناحية البدنية والنفسية.
كما ينتج عن هذا الأمر أنك تفقد الكثير من المناسبات الأسرية والعائلية، وتحرم من حضور الكثير من الأعياد والأفراح، ولا تجد وقتا كافيا لتقضيه مع أسرتك، وكل هذا أيضا قد يختلف من تخصص لتخصص، ومن درجة لدرجة، فحياة الطبيب في النيابة ليست كحياته بعد الحصول على درجة الدكتوراة مثلا، ولكن من المعتاد غالبا أن جل الأطباء في جل التخصصات سيمرون على هذه الفترة بشكل أو بآخر.
الضغوط النفسية من أوجاع المرضى وحالات الوفاة
أنت تحيا في بيئة كل مجالات عملها هي المرض والموت، وهذا الأمر قد يجده البعض من الأمور الثقيلة والصعبة جدا على النفس، ويجد البعض بعض الضغوط والمتاعب النفسية نتيجة التعرض لحالات مرضية خطيرة، ولحالات وفاة مؤثرة يتعرض لها الطبيب باستمرار، وإن كان هذا الأمر دائم ديمومة وجودك في الطب؛ إلا أن أكثر آثاره تكون خصوصا في بدايات الحياة العملية.
المسؤولية الكبيرة
أنت في الطب لا تتعامل مع بعض المواد البنائية، ولا تتعامل مع بعض اللغات البرمجية التي تكتب وتحذف فيها كيفما تشاء، إنما تتعامل مع الأرواح البشرية، وهذا المجال لا يتاح فيها الرجوع بعد التقدم، وكل خطوة محسوبة بالإيجاب أو السلب!.
فعلى سبيل المثال؛ إن قمت بإجراء عملية جراحية وأخطأت خطأ يتعلق بأحد الشرايين الرئيسية سيكون الناتج هو فقدان كل الحياة، ولذا فهذا الأمر يجعل على عاتق الطبيب مسؤولية كبيرة جدا، تزيد من الضغط النفسي والتوتر على أي طبيب، ويرى البعض أنها من أكبر سلبيات مهنة الطب!، حيث يرى البعض أنه ليس أهلا لهذه المسؤولية الكبيرة فيقرر التخلي عن مهنة الطب بشكل عام.
التعليم المستمر
لا يعتبر الطب مهارة مكتسبة تتطور بالعمل وحسب، بل هي من المهن التي تتطلب مذاكرة حتى الموت، فكل يوم تخرج الكثير من التحديثات والمعلومات المختلفة عما سبق، وفي كل يوم يتم وضع قواعد مختلفة عن بعض القواعد التي تم السير عليها لسنوات.. وهو أمر يتطلب من الطبيب أن يكون على اطلاع دائم بهذه التحديثات.
بجوار هذا، فالطب درجات عملية متنوعة، ولا يتمكن الطبيب من تحقيق إنجازات كبرى إلا من خلال بعض الشهادات، بل وحتى بعض الأساسيات في الطب كفتح عيادة على سبيل المثال يحتاج منك أن تحضر ماجيستر على الأقل في تخصصك، ولا يعد هذا من الأمور الاختيارية كما في معظم المجالات الأخرى، بل هو من الأمور الضرورية التي لا يتمكن الطبيب من اختيار تخصص أو فتح عيادة فيه إلا من خلال هذا الطريق.
والشهادات التي تتطلبها مهنة الطب، والتحديثات المستمرة في هذا المجال، يجعل من اللازم على كل طبيب أن يظل يدرس ويذاكر حتى الموت، وهو أيضا من الأمور التي يراها البعض أحد أكبر سلبيات الطب، خصوصا أن قابلية المذاكرة النظرية لا تدوم لكل هذه الأوقات.
التواجد في بيئة مليئة بالميكروبات والأمراض المعدية
أنت في قلب المرض، كل تعاملاتك مع أمراض من مختلف الأشكال والأنواع، منها الخطير، ومنها الخفيف، منها المعدي، ومنها المميت، وهذا هو عملك!، ولذا من المهم أن يحرص الطبيب تمام الحرص على اتباع كافة تعليمات السلامة والوقاية.
ومن المهم أن يعلم كيف يتعامل مع مختلف الحالات، وكيف يتجنب الإصابات المحتملة من بعض الأمراض المعدية، وأن يكون على وعي بدرجات الخطورة والتصرفات الصحيحة اللازمة لكل مرض.
الضغط المالي
في الحقيقة عند ذكر أن الطب من التخصصات المجزية ماديا ضمن إيجابيات مهنة الطب، فإن هذه النقطة تعد من النقاط المتأخرة ضمن الإيجابيات، فالطبيب قبل أن يصل لهذه الدرجة يظل في حالة من الضغوط المادية الرهيبة.
ابتداء من المتطلبات المادية في سنوات الدراسة، ثم ضعف العائد المادي في بداية الحياة العملية، وضعف فرص العمل في البدايات، يعيش الطبيب في هذه الفترة واحدة من أصعب الضغوطات المادية في حياته، خصوصا مع طول مدة دراسة الطب.
بل يمكن أن نقول أنه قد يعاني بشكل كبير في هذه الفترة لتوفير بعض متطلبات الحياة، وهذا الأمر أيضا لا نقول أنه يحصل على كل الأطباء، بل هو أمر نسبي يختلف في الأساس باختلاف الحالة المادية لعائلة الطبيب، ويختلف باختلاف توافر فرص عمل جانبية، أو توافر عائل لهذه الطبيب من عدمه.
التواجد في بيئة غير مستقرة
بجانب المخاطرة الناتجة عن الاختلاط بالكثير من الأمراض الخطرة والمعدية، فأيضا من أحد سلبيات مهنة الطب وأخطرها هو أن الطبيب يكون في عرضة للعمل في ظروف صعبة في كثير من الأحيان، حيث أن بعض الإصابات والحوادث تحدث في أماكن خطرة وغير مستقرة، ومن المهم على الطبيب أن يكون حاضرا في هذه الأحداث لتقديم الرعاية الطبية المناسبة مع هذا الوضع، مثل انهيار بيت، أو حادث حريق، او حادث سيارات.. وهكذا.
التعامل مع نوعيات مختلفة من المرضى
لا يختار الطبيب نوعية المرضى الذين يتعامل معهم، بل هو مكلف بان يقدم الرعاية الطبية لكل من يقدم عليه، ولكل من يحتاجها، وهو ما يجعل الطبيب عرضة لأنواع شتى من المرضى، ومن بين هؤلاء نوعية غير مريحة في التعامل والتفاهم واتباع التعليمات، ونوعيات أخرى تمثل عبء على الطبيب لما لها من طبيعة صعبة او تقلبات مزاجية.
التنافسية وصعوبة التعلم في المجال الطبي
من أحد العيوب الكبرى والتي تعد أحد سلبيات مهنة الطب البارزة في بعض البلاد العربية هو وجود خلل في التعلم، وهذا الأمر لا يقتصر على الحياة الدراسية وحسب، بل يمتد ليشمل الحياة العملية نفسها.
حيث لم يعد أمر التعليم الطبي سهل ومتاح بقدر جيد، ويجد الأطباء الجدد صعوبة كبيرة في الحصول على فرص قوية للتعليم، وهذا الامر ينتج عنه ضعف في المستوى العام للأطباء، وضعف في الرعاية الصحية للمرضى تباعا.
ومع صعوبة التعليم في المجال الطبي، فالطب من المهن التنافسية جدا، والتي تحتاج إلى تعليم قوي لكي يتمكن الطبيب من إبراز نفسه في وسط هذا المجال، ولكي يتمكن من تحقيق نجاح وشهرة قوية، وهو أمر يزيد الضغوط على الطلاب وعلى حديثي التخرج، حيث أن المطلوب منهم أن يكونوا على مستوى عال من التميز والتفوق، في نفس الوقت الذي لا تتاح لهم سبل قوية للتعلم.
خاتمة إيجابيات وسلبيات مهنة الطب
ما تم ذكره حول سلبيات وإيجابيات مهنة الطب لا تمثل إلا نموذج لبعض الأمور الشهيرة والمؤثرة، ولكن هذه الأمور كما أشرنا تختلف بطبيعة كل شخص وقدراته، وإن نصحنا بأن تنظر إليها حين أخذ أي قرار يتعلق بالطب، فمن المهم أن تقوم بدراسة شخصيتك قبل أي شيء، وأن تنظر إلى مهنة الطب نظرة شاملة ترى من خلالها مدى مناسبة هذا المجال لك أنت بما تملك من قدرات ورغبات، ثم تضع القرار الذي ينبع من تفكيرك الخاص في النهاية.
إرسال تعليق