الأخلاقيات الطبية
الأخلاقيات الطبية ونشأتها
الأخلاقيات الطبية هو علم من العلوم المتعلقة بممارسة الطب وما يترتب عليه من الضوابط والواجبات التي تعمل على ضمان حقوق كل من مقدم ومتلقف الخدمة الطبية، وذلك في حدود الشرع والقانون، أو يمكن تعريفها على أنها تقييم العمل الطبي من جهة خيرية أو شرية هذا العمل.
ولعبت الشريعة الإسلامية وعدد كبير من علماء الأمة الإسلامية مثل إسحاق علي الرحاوي والطبيب الرازي دور كبير وهام في ترسيخ الأخلاقيات الطبية وترك أثر كبير وواضح في تاريخ الطب نجد له أثر بين على الأخلاقيات في العصر الحالي.
ولقد تم الإقرار من سنين بعيدة الأمد تصل لآلاف السنوات على أن الأخلاق هي أحد الأركان والمطالب الرسمية التي تحتاج إليها كل المهن والأنظمة، واتفقت جميع الوجهات والأنظمة قديما على هذا الطلب بلا اختلاف فيه.
قام الغربيون باستنباط العديد من المبادئ الأخلاقية من قسم أبقراط القديم، ولقد تم تدوين معاير السلوك المهني في القرن السابع عشر وعلى وجه التحديد في نهايته، وتم تلقف وتبني هذه النظم والمبادئ والمعايير في أوائل القرن التاسع عشر من الجمعيات الطبية.
مصادر الاخلاقيات الطبية وأسباب الاحتياج إليها
يوجد العديد من المصادر التي يمكن استنباط واستخراج الأخلاقيات الطبية المختلفة، والتي تمثل مرجعية لكل البشر يمكن الرجوع إليها، وعلى مقدماتها الإنسان بذاته وخبراته وحياتهم اليومية وما يدور فيها من مواقف مختلفة.
كما أن للرسالات السماوية دور كبير في إخراج وإرساء تلك القواعد الأخلاقية وتبيينها للناس، بل وهي تمثل أحد أهم مصادر الأخلاقيات على الإطلاق.
وتتعدد كذلك الأسباب التي تستدعي وجود مثل تلك الاخلاقيات والاتفاق علي السير عليها نظمها واتباع ارشاداتها، فبين ظهور بعض القضايا التي أثارت الجدل في الوسط العلمي الحديث، مثل قضية موت الرحمة أو الشفقة، والتي صاحب ظهورها تطور فظيع في المعلومات التقنية الحديثة التي تستخدم في كل من التشخيص والعلاج.
وكذلك عملة زيادة حدة التنافس والسعي الكبير للكسب المادي التي نتج عنها اندثار واختفاء العديد من القيم والمبادئ والأخلاقيات الطبية، وتابعها العديد من الأفعال والأمور التي لا تقبل لا شرعا ولا أخلاقيا، خصوصا مع الزيادة الحادثة في عدد الأطباء.. كل ذلك وغيرها كان يستدعي وجود قيم ونظم أخلاقية يلزم الرجوع إليها في حل جد أي ما يثير الاختلاف واللغط.
المواضيع التي تتناولها الأخلاقيات الطبية
تضمنت الاخلاقيات الطبية في طياتها على العديد من المواضيع المتمثلة في كل من العمل الطبي وأركانه، والقوانين التي تعمل على تنظيم ممارس الطب، كما تضمنت كل من الواجبات والمسؤوليات التي على عاتق الطبيب، وكذلك الخطأ الطبي وغيرها من العناوين الهامة والمختلفة.
ما هو العمل الطبي وأمثلة عليه
يتم تعريف العمل الطبي على أنه كل تلك الاعمال التي ترتبط أو تتصل ببدن الإنسان ونفسه، والتي تهدف في الأساس إلى السعي للحفاظ على صحة الإنسان أو تعويض ما فقد منها، أو تحسين جود الحياة بشكل عام.
ومن هنا يبرز لنا من ذلك التعريف أن كل الأعمال التي على علاقة ببدن الإنسان وتسعى إلى الحفاظ عليه ووقايته من الأمراض ومعالجته هي أعمال طبية خالصة، ويعد الشروع في أي منه هو عمل أو ممارسة طبية يحتاج إلى تصرح أو إذن لمزاولته.
وتتنوع أمثلة الأعمال الطبية ابتداءا بأخذ التاريخ المرضي، وإجراء الفحوصات وسحب العينات وإجراء التحاليل وإعطاء الأدوية وكتابة الروشتات وغيرها من الأمور المتنوعة التي تقع تحت مظلة العمل الطبي.
إذن العمل الطبي
يلزم وجود موافقات لإجراء الأعمال الطبية، وتختلف الموافقات التي تعطي من قبل الشخص المصاب أو من ينوب عنه إلى موافقات ضمنية تتمثل في توجه المريض للعيادة، أو موافقات مكتوبة أو شفهية.
كما أنه في بعض الأحيان توجد حالات لا يتطلب ممارسة الإجراءات الطبية فيها أخذ موافقة من المريض، بل يتم فيها الكشف عليه بشكل واجب دون إذنه، وذلك مثل الكشف على من يتعامل مع الأغذية، أو عند الالتحاق بالكليات أو العسكرية، وكذلك المساجين، وأيضا في العديد من الحالات الطارئة أو الحرجة.
إرسال تعليق