نوايا دراسة الطب
نوايا دراسة الطب
يعد الطب أحد المجالات الصعبة، ولا تقتصر صعوبته على الدراسة وحسب، بل حتى على الممارسة اليومية في الحياة العملية.
وإذا لم يكن للإنسان من النوايا والهمم ما يقويه على مواجهة كل الصعوبات في الطب، فقد يواجه هذا الشخص بعض المتاعب والمشاق لعدم استعداده وامتلاكه ما يعينه على هذا الطريق.
فالطب يحتاج إلى استعداد قوي لمواجهة أوقات العمل الطويلة، ومواجهة الحالات المرضية الصعبة التي تجعل حياة الإنسان ثقيلة، لا يمتلك الإنسان القدرة على تحمل كل تلك الحالات إلا إن كانت لديه من النوايا والغايات ما يعينه عليها.
السعي لرضا الله من طريق الطب هو أحد أولى نوايا دراسة الطب، حيث أن العمل لله يجعل الإنسان يتحمل الضغوط ابتغاء مرضاته وطمعا في الثواب منه، والنية الصافية الخالصة لله تجعل لما يبذله الإنسان من جهد أمر ذو معنى، فهو وإن كان عمله لأجل أن يكف نفسه ويجد ما يغنيه عن الناس في حاجاته، إلا أن احتساب النية لله في هذا العمل يزيد من الرضا والصبر عليه.
بالطبع لا نملك أن نحصر كل النوايا الممكنة من دراسة الطب وعمله، بل لكل شخص القدرة على استخراج مئات بل آلاف من النوايا تبعا لعمق فكره ونظره، وإنما سنعطيكم بعض الأفكار الهامة التي من الممكن أن يتم استخدامها كبداية خيط تنسدل عنه ما لا حصر له من النوايا.
فأنت بإمكانك أن تضع نية معينة كمقدمة، أو كمحفز لك على استخراج أكبر قدر من نوايا مذاكرة الطب التي تثاب عليها إن شاء الله، ولا تستهن بأي عمل مهما كان قدره، ولا تستهن بأي نية مهما صغرت في عينيك، فاعتبارات الثواب والعقاب أمر لله، وأنت لا تدري بأي عمل قد يدخلك الله الجنة.
أهم نوايا دراسة الطب
- خدمة الخلق.
- التعاون في البر والتقوى.
- تقديم العلاج كصدقة جارية.
- حماية الحياة.
- تحسين حالة المجتمع.
- تطبيق الأخلاقيات الطبية.
- مساعدة المحتاجين.
- التضحية والعطاء.
- تقديم الشفاء بإرادة الله.
- دعاء المرضى.
- تعزيز الصحة الجسدية والنفسية للفرد المسلم.
- التقليل من معاناة الناس.
- التواضع والاعتدال مع السلطة والمنصب والمكانة.
- الاستفادة من العلم لخدمة الدين.
- الرغبة في الجنة ورضا الله.
وسنفصل لكم بعض الأفكار التي تعمل على إرشادكم لطريقة التفكير في وضع النوايا المختلفة، حيث سنأخذ من بعض العناصر المذكورة أمثلة نفصل لكم فيها كيف يمكن أن تكون هذه نية ضمن نوايا دراسة الطب، وكيف يمكن أن نستنبط من النوايا والأفكار ما لا حصر له إن شاء الله.
خدمة الخلق
معاونة الناس، والسعي في قضاء حوائجهم؛ تعد واحدة من أهم نوايا دراسة الطب في الإسلام، فمن سعى لأجل شفاء مريض، أو التخفيف عن مصاب، أو إراحة متألم، فهو إنما في قانون الناس يؤدي عمله، أما في قانون الإسلام فهو يسعى في إعانة إخوانه وقضاء حوائجهم.
وجزء السعي في خدمة الناس والعمل على تلبية ما يريحهم ويرضيهم؛ هو من أعظم النوايا التي يمكن أن يجعلها الطالب في فكره، فلها من الثواب والعطاء من رب العزة ما لا يعلمه إلا الله!.
التعاون في البر والتقوى
على الرغم من أن الطب مهنة كغيره من المهن، إلا أن أبواب التعاون على البر والتقوى فيه قد تكثر عن غيره، فعندما تستخدم مهارتك في تقديم النفع للناس والتخفيف عنهم، فأنت إنما تعين أمتك على الصحة والسلامة، وتعين وطنك ودينك على الحفاظ على أرواح البشر لاستخدامهم في نفع البشرية بالدعوة إلى الدين والخير.
تقديم العلاج كصدقة جارية
قد لا يملك الإنسان من المال الكثير، وقد تقصر قدرته على نفع الناس بالمال وإخراج الصدقات المالية لأنه لا يملك!، ولكن تخيل أنك عندما تقدم علاجا بشكل مجاني لمن يحتاج، أو تخفف من الأحمال على أخ لك لا يملك أن يدفع حق العلاج! فأنت قد قدمت صدقة من الصدقات الجارية.
فبقدر حياة هذا الرجل، وبقدر النفع الناتج عن صحته وسلامته التي وهبها الله له من خلالك!، فبكل خطوة حسنة يخطوها، وبكل نفقة ينفقها على أهله هو ثواب لك!، ولا تنظر إلى مدى بعد هذه النية، فهي من أهم نوايا دراسة الطب التي يمكن أن تكتسب من خلالها جبال من الحسنات.
ولك أن تتخيل المدى المتاح من نوايا مذاكرة الطب التي يمكن أن نضعها تحت نية الصدقة الجارية!، والباب مفتوح أمامك فلا تقعد عن المسارعة فيه.
حماية الحياة والأرواح
هذه هي وظيفة الطب!، وأنت أمامك الاختيار، إما أن تجعل الأمر مجرد وظيفة تؤديها لتأخذ مقابلها بعض الأموال، أو أن تجعلها من قمم نوايا دراسة الطب لله!، فحماية روح يعدل حماية كل الأرواح، والحفاظ على حياة مسلم أولى من الحفاظ على الكعبة!..
فعندما تساهم في إنقاذ حياة إنسان، أو وقاية إنسان من التعرض لمشاكل صحية قد تودي بحياته، فأنت إنما فعلت فعلا زوال الكعبة أولى من التخلي عنه، ولكل هذا من الثواب ما لا يعمله إلا الله.
خاتمة نوايا دراسة الطب
في الواقع؛ إن أردنا أن نفصل هذه النوايا، وهذا القدر من الأفكار، فكل فكرة ونية قد تحتاج إلى مقال كامل خاص بها، وإنما أردنا من خلال هذا المقال أن نضع عقولكم على الطريق، وأن نفتح الباب أمام العقول لتسبح في فضاء النوايا وتبحث وتنقب عنها.
وإنما نوصي في النهاية أن يجعل الإنسان كل حركة من حركات حياته ابتغاء مرضات الله، فالأمر لا يقتصر على نوايا دراسة الطب وحسب!، بل حتى على نوايا ارتداء الثياب الحسنة، ونوايا النوم، ونوايا الطعام، فهي وإن كانت أمور مباحة!، إلا أن للإنسان القدرة على أن يحتسبها لله، وأن يعمل في حياته ما يجعله صادقا في احتساب كل تلك النوايا.
فالأمر ليس مجرد أفكار وحسب!، بل هي
فكرة لا بد أن تترجم إلى عمل، ولا يمكن أن يثاب الإنسان على نية لمجرد أنه وضعها
في حسبانه دون صدق وعزم على تطبيقها والسعي لإخراجها للناس.
ودائما تذكر: انوي الخير، فأنت في خير ما نويت الخير.
كتب بواسطة: د. محمد ناصر
إرسال تعليق