مفهوم التواصل الصحي واهميته وأهدافه
مفهوم التواصل الصحي واهميته وأهدافه
أهمية التواصل في المجال الصحي لا تقتصر على الأطباء والممرضين وحسب، بل يمتد ليشمل كل فرد من أفراد الطاقم الطبي والمرضى، وهذا لأن الفهم الصحيح وتبادل المعلومات الصحيح يساعد على الوصول لتشخيص دقيق للأمراض؛ وبالتالي الوصول لعلاج فعال، وبشكل عام فالهدف من التواصل الصحي بين الطاقم والمرضى هو تحسين جودة الرعاية والوصول لنتائج صحية أفضل.
معنى التواصل في المجال الصحي هو مقدرة الفريق الطبي والمرضى على التواصل مع بعضهم البعض بشكل فعال وجيد، وتمكنهم من تبادل المعلومات بشكل إيجابي ومؤثر، وهذا الأمر يتم من خلال استخدام الوسائل المختلفة للتواصل لفهم الحاجات والتوقعات.
تتنوع النقاط التي يتضمنها التواصل الفعال بين الطاقم الطبي والمرضى، وتحتل النقاط التالية أولويات الأهمية في عملية الاتصال في المجال الصحي:
- تحسين العلاقات بين الفريق الطبي بمختلف أفراده.
- تحسين عملية الاتصال بين الطاقم الطبي والمرضى.
- اكتساب الخبرة والمعرفة اللازمة للتعامل في المواقف الحساسة.
- تحسين فعالية التوجيه والتثقيف للمرضى.
- تقليل الأخطاء الطبية.
- تعزيز عملية التفاهم الثقافي.
تحسين العلاقات بين الفريق الطبي:
عندما يتمكن الفريق الذي يشترك في تنفيذ أمر ما من الفهم الجيد لبعضهم البعض، ينتج عن هذا أداء ونتيجة أفضل، ولذا فمعرفة طرق التواصل الصحيحة بين الأطباء مع المرضى والصيادلة يساهم في زيادة عملية الفهم المشتركة بينهم، وبالتالي الوصول لعمل بدقة وفعالية أكبر.
حيث يعمل التفاهم والتواصل بشكل صحيح على فهم الدور المطلوب لكل عضو من أعضاء الفريق الطبي، والتبادل الصحيح للمعلومات، وتجنب التوتر والأخطاء، وهو ما يصب في مصلحة المريض في النهاية.
أيضا تساهم عملية التواصل الصحيحة بين الفريق الطبي على خلق أجواء من التعاون والتناغم التي تنعكس بشكل إيجابي على العملية الصحية.
التواصل الفعّال مع المرضى
زيادة الدقة والمهارة في التحاور مع المرضى، والإدراك الكافي لهذا الأمر وأهميته الكبرى، بساهم في تحسين أجواء التعامل بين الطبيب والمريض، حيث تزداد الثقة بين الطبيب والمريض، تزداد عوامل الراحة والاطمئنان لدى المرضى، وهو ما يساهم في تحسين عملية الاستجابة للأوامر وخطط العلاج من المرضى على سبيل المثال.
التعامل مع المواقف الحساسة
في بعض الأحيان؛ قد تكون هنالك مواقف صعبة تحتاج إلى أسلوب معين من المحاورة والتعامل، وامتلاك مهارات التواصل الفعال يلعب دور كبير في التعامل مع هذه المواقف، إذ يساهم في تبسيط المواضيع الصعبة والخطيرة، وتوصيل المعلومات الخطيرة إلى المرضى بأسلوب لائق يمكن المرضى من فهم الحالة وخطورتها دون هلع أو توتر.
وهذا الأمر أيضا يتحقق عن طريق السماع الجيد وإظهار التعاطف والاحترام، مع فهم احتياجات الطرف الآخر، وكل هذا من خلال الفهم الجيد للحالة، وفهم الطرق المناسبة للتواصل معها؛ يعمل على تحديد تلك الطرق وتخفيف حدة الكثير من الأمور الصعبة على المرضى أو ذويهم.
تحسين فعالية التوجيه والتثقيف:
عند امتلاك القدرة على التواصل الفعال مع المرضى؛ نتمكن من توجيه المريض للخطوات اللازمة بشكل صحيح، ونتمكن من شرح الحالة المرضية بطريقة سهلة وواضحة، وبالتالي فهم المريض لحالته بالقدر الكافي لتعريفه مدى خطورة التفريط في اتباع التعليمات.
حيث من خلال التواصل الجيد نتمكن من شرح كل الخطط العلاجية للمريض، ولوازم هذه الخطط، وتوصيل المعلومات الصعبة بطرق سهلة، وهو ما يجعل من مهارات الاتصال الفعال في المجال الصحي ركن أساسي في العملية العلاجية وعملية تثقيف المرضى.
تقليل الأخطاء الطبية:
بامتلاك الفريق الطبي الوعي اللازم حول أهمية الاتصال في المجال الصحي؛ ينبت عن هذا سعي إلى تعلم الطرق الفعال للتواصل مع المرضى، وبالتالي كما أشرنا من قبل تتقارب العلاقة بين الطبيب والمريض، ويتمكن الطبيب من إعطاء المريض المعلومات اللازمة بطرق وأساليب حسنة؛ تساعد هذه الطرق على فهم المريض المتطلبات الضرورية بشكل صحيح.
فهم هذه المتطلبات ينتج عنه تجنب الكثير من اللبس والأخطاء التي قد تحدث نتيجة عدم الوضوح الكافي لهذه المعلومات، وهو ما يرفع من مستوى الرعاية الصحية، ويجنب المريض الكثير من المضاعفات والمشاكل التي قد تصل في بعض الأحيان لمشاكل مميتة يصعب إدراك الحل لها.
كما يساهم أيضا الاتصال الفعال في المجال الصحي على التقارب بين الفريق الطبي نفسه، وزيادة الوضوح والبيان في طرق الاتصال فيما بينهم، مما يساعد أيضا على تنفيذ الرعاية الصحية بالشكل الأمثل، وتجنب الكثير من الأخطاء التي قد تنتج عن عدم الفهم الكافي بين الفريق الطبي.
تعزيز التفاهم الثقافي:
عند تعلم الطرق المختلفة للتواصل الفعال في الطب، سنعلم أن الطبيب يتعامل مع ثقافات وبيئات مختلفة، ولكل بيئة من هذه البيئات أسلوب وطريقة معينة للتعامل، والإهمال في جانب تعلم طرق التواصل مع مختلف الثقافات قد يساهم في خلل كبير في عملية التشخيص والعلاج بشكل عام.
معرفة الأسلوب اللازم لكل بيئة يساهم في إزالة الكثير من العقبات بين الطبيب والمريض، وهو أيضا ما ينتج عنه فهم جيد وكاف للخطط العلاجية وتنفيذها بالشكل المطلوب.
خاتمة عن أهمية الاتصال في المجال الصحي
يمكن أن نقول في النهاية أن التواصل في المجال الصحي لا يعد مجرد كلمات تكتب وتذاكر بشكل نظري، بل يعد من أسس أركان النجاح في المجال الطبي لكلا من الطبيب والمريض.
بل يمكن اعتبار أساليب التواصل الحسنة مع المرضى مماثلة لأهمية المعلومات الطبية!، بل قد تكون أكثر أهمية من حيث الجانب العملي والسمعة الطبية، والمرضى قد تفضل الطبيب الذي يحسن الحديث معهم وإن كان بمستوى أقل (لا يعلم بهذا المرضى)، على الطبيب الممتاز في علمه ولكن بأسلوب تواصل رديء أو غير جيد، وهو ما يجعل الاتصال الجيد من أهمم الأسباب التي يأخذها الطبيب في زيادة عمله وشهرته وبالتالي العائد المادي.
أما بالنسبة للمريض؛ فالتواصل الجيد ينتج عنه كل ما ذكرنا من فهم للخطط العلاجية والتدابير المختلفة، وتجنب الكثير من المشاكل والمخاطر التي قد تنتج عن سوء فهم للتعليمات التي يعطيها الدكتور.
تم بواسطة: الدكتور محمد ناصر.
إرسال تعليق